تصل تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا خلال اليومين المقبلين إلى منتصف الطريق حيث تقام فعاليات الجولة التاسعة من التصفيات بينما تقام يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين الجولة العاشرة من التصفيات التي تتضمن 18 جولة.
ويسود القلق والاضطرابات صفوف المنتخبين البرازيلي والارجنتيني أبرز المرشحين دائما من هذه القارة للوصول إلى النهائيات حيث عانى الفريقان العملاقان من سوء النتائج في الجولات السابقة.
وتتصدر باراجواي جدول التصفيات برصيد 17 نقطة من ثماني جولات أقيمت حتى الآن بينما تحتل منتخبات البرازيل والأرجنتين وشيلي المراكز التالية برصيد 13 نقطة لكل منهم ويحتل منتخب أوروجواي المركز الخامس برصيد 12 نقطة.
وحذر المدافع الأرجنتيني المخضرم خافيير زانيتي قائلا "التصفيات تكون صعبة دائما ولا يمكنك أن تحقق الفوز دائما من خلال الاسماء فقط. فكرة القدم العالمية متوازنة للغاية".
ويحل منتخب باراجواي غدا السبت ضيفا على نظيره الكولومبي بينما تستضيف الارجنتين ، التي لم تحقق أي فوز في آخر خمس جولات خاضتها ، منتخب أوروجواي. كما تلعب بوليفيا أمام بيرو على ارتفاع هائل في لاباز.
وتقام المباراتان الاخريان في هذه الجولة من التصفيات بعد غد الأحد حيث يحل المنتخب البرازيلي ضيفا على فنزويلا وتلتقي الاكوادور مع شيلي.
وتشارك في تصفيات قارة أمريكا الجنوبية جميع المنتخبات العشرة في هذه القارة حيث تخوض جميعها التصفيات ضمن مجموعة واحدة بنظام دوري من دورين فيلعب كل منتخب مع باقي المنتخبات التسعة الأخرى ذهابا وإيابا.
وتتاهل المنتخبات التي تحتل المراكز الاربعة الاولى في نهاية التصفيات إلى نهائيات كأس العالم مباشرة بينما يخوض المنتخب صاحب المركز الخامس في التصفيات دورا فاصلا أمام المنتخب صاحب المركز الرابع في تصفيات منطقة كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي).
وأصيب المنتخب البرازيلي بخيبة أمل كبيرة خلال آخر مباراة خاضها في التصفيات حيث سقط في فخ التعادل السلبي بمدينة ريو دي جانيرو أمام ضيفه البوليفي المتواضع الذي لعب بشعرة لاعبين فقط بعض أوقات المباراة.
ولذلك هتفت الجماهير ببعض الإهانات الموجهة إلى المدرب كارلوس دونجا المدير الفني للمنتخب البرازيلي ووصفته بأنه "حمار" وصرخوا قائلين "وداعا" مطالبين إياه بالرحيل من تدريب الفريق.
ومثلما حدث قبلها بأسابيع قليلة في بيلو هوريزونتي أمام الأرجنتين أصابت الجماهير البرازيلية لاعبيها بصدمة كبيرة عندما هتفت لتحية لاعبي الفريق المنافس.
ووصف أحد المعلقين أداء المنتخب البرازيلي في هذه المباراة بأنه "ربما تكون أسوأ مباراة للمنتخب البرازيلي منذ عدة سنوات".
ولم تكن الهتافات المعادية أو صرخات الاستهجان أمرا جديدا على المنتخب البرازيلي بقيادة دونجا في التصفيات الحالية.
ورغم ذلك أكد الاتحاد البرازيلي لكرة القدم مساندته مجددا لدونجا الذي قال إنه لن يستقيل.
ويلتقي المنتخب البرازيلي بعد غد مع نظيره الفنزويلي علما بأن فنزويلا هي الدولة الوحيدة في امريكا الجنوبية التي لا تمثل فيها كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية.
وخسر المنتخب الفنزويلي آخر ثلاث مباريات خاضها في التصفيات ليصبح المدرب سيزار فارياس المدير الفني للفريق مهددا بالرحيل إذا لم يقدم الفريق عروضا جيدة ونتائج طيبة في المباريات التالية.
ونجح المنتخب الفنزويلي في التغلب على نظيره البرازيلي 2/ صفر وديا في العام الحالي عندما التقيا في بوسطن خلال شهر حزيران/يونيو الماضي.
وكان هذا الفوز هو الوحيد للمنتخب الفنزويلي عبر تاريخ مواجهاته أمام نظيره البرازيلي الفائز بلقب كأس العالم خمس مرات سابقة (رقم قياسي).
وصرح جانكارلو مالدونادو مهاجم المنتخب الفنزويلي لوسائل الاعلام قائلا "هذا المنتخب البرازيلي سيكون مختلفا عن الفريق الذي واجهناه في بوسطن. أثق في أنه سيكون أكثر حذرا الآن. ولكن يجب أن نخوض المباراة بنفس الطريقة التي حققنا بها الفوز في ذلك اليوم".
وأوضح لاعب خط الوسط البرازيلي كاكا وعدد من زملائه بالفريق أن هدفهم ليس الثأر لهزيمتهم أمام فنزويلا ولكنهم يسعون إلى الفوز بالنقاط الثلاث للمباراة.
وصرح كاكا لوكالة الانباء الالمانية (د ب أ) قائلا "هدفنا هو النقاط الثلاث. وهذا هو الأكثر أهمية وليس تسجيل العديد من الأهداف".
ووسط هذه الظروف لن يكون أمام المنتخب البرازيلي سوى تحقيق فوز مقنع في مباراته أمام مضيفه الفنزويلي بعد غد الاحد في سان كريستوبال قبل استضافة المنتخب الكولومبي في ريو دي جانيرو يوم الاربعاء المقبل.
أما المنتخب الأرجنتيني فليس أفضل حالا من نظيره البرازيلي حيث فشل الفريق في تحقيق الفوز في آخر خمس مباريات خاضها بالتصفيات وشهدت هذه المباريات الخمس هزيمته أمام مضيفه الكولومبي ثم تعادله مع كل من الاكوادور والبرازيل وباراجواي وبيرو.
وتنتظر الجماهير أكثر من ذلك كثيرا من الفريق الذي يضم العديد من النجوم وفي مقدمتهم المهاجم الشاب ليونيل ميسي صاحب الموهبة الفذة ومهاجم فريق برشلونة الأسباني. ويتزايد قلق الجماهير تدريجيا بسبب الأداء الهزيل للفريق في المباريات.
وقال خوليو جروندونا رئيس الاتحاد الأرجنتيني للعبة "لن يرحل ألفيو باسيلي (المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني) حتى إذا خسر الفريق".
وقال خافيير زانيتي ظهير أيمن الفريق "نحن جميعا نرغب في أن ينهي المنتخب الأرجنتيني التصفيات في أفضل مركز ونتمنى أن ننجح في ذلك".
أما منتخب باراجواي متصدر جدول التصفيات حتى الان فيبدو في موقف أفضل وأكثر استقرارا قبل مواجهة مضيفه الكولومبي غدا.
ويفتقد منتخب باراجواي في هذه المباراة جهود نجم هجومه روكي سانتا كروز بسبب الاصابة.
ويخوض المنتخب الكولومبي المباراة في أول اختبار له تحت قيادة المدرب الجديد إدواردو لارا الذي تولى مسئولية الفريق خلفا للمدرب المقال خورخي لويس بينتو.
ويسعى المنتخب الشيلي للحفاظ على فرصته وآماله في التصفيات عندما يحل ضيفا على نظيره الاكوادوري.
وبعد أن خسر المنتخب الاكوادوري مبارياته الثلاث الأولى في التصفيات لم يخسر الفريق أي من مبارياته الخمس التالية ويبدو أن الفريق يمر حاليا بصحوة حقيقية.
أما الجولة العاشرة من التصفيات فتشهد مباراة بوليفيا مع أوروجواي يوم الثلاثاء المقبل ثم مباريات باراجواي مع بيرو وشيلي مع الارجنتين وفنزويلا مع الاكوادور والبرازيل مع كولومبيا يوم الاربعاء.